بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكاء ابو حنيفة التعمان
قصد رجل أبا حنيفة النعمان - رحمه الله – فقال له :
ماتقول : في رجل لايرجو الجنة
ولايخاف من النار ،
ولايخاف الله تعالى ،
ويأكل الميتة ,
ويصلي بلا ركوع ولاسجود ،
ويشهد بما لم يره ،
ويبغض الحق ،
ويحب الفتنة ،
ويفر من الرحمة ،
ويصدق اليهود والنصارى ؟
فقال : أبو حنيفة للرجل – وكان يعرفه شديد البغض له – يا هذا سألتني عن هذه المسائل ، فهل لك بها علم ؟
قال الرجل : لا .
فقال : أبو حنيفة لأصحابه ما تقولون في هذا الرجل ؟
قالوا : شر رجل ، هذه صفات كافر . فتبسم أبو حنيفة ،
وقال لأصحابه هو من أولياء الله تعالى حقا .
ثم قال للرجل : إن أنا أخبرتك أنه من أولياء الله فهل تكف عني أذاك وسوء لسانك ؟
قال : نعم .
قال أبو حنيفة : أما قولك لايرجو الجنة ولايخاف النار ، فهو يرجو رب الجنة ، ويخاف رب النار .
وقولك : لايخاف الله ، فإنه لايخاف الله تعالى أن يجور عليه في عدله وسلطانه ، قال تعالى : ( وما ربك بظلاَّّم العبيد ) .
وقولك : يأكل الميتة فهو يأكل السمك .
وقولك : يصلي بلاركوع أوسجود ، أراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أوصلاة الجنازة .
وقولك : يشهد بما لم يره اراد شهادة ان لا اله الا الله .
وقولك : يحب الفتنة ، أراد أنه يحب المال والولد . قال تعالى : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) .
وقولك : يفرّ من الرحمة ، أراد أنه يفرّ من المطر وهو غيث ورحمة .
وقولك : يصدق اليهود والنصارى ، أراد قوله تعالى : ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء ، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ) .
فقام الرجل وقبَّل رأس الإمام أبي حنيفة ، وصار من أتباعه .