بسم الله الرحمن الرحيم
أسماء أبواب الجنة الواردة في السنة النبوية
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد :
فهذا ما استطعت الوقوف عليه من أسماء أبواب الجنة محاولاً في ذلك الاستقصاء –
حسب المستطاع – من كتب السنة النبوية وشروحاتها ، وأذكر كذلك ما لم أجده
مسنداً من الأحاديث وإنما ذكره بعض أهل العلم ، وأحاول جمع كلام من نصَّ من
أهل العلم على أنَّ هذا الباب أحدُ أبواب الجنة ، وذلك لأن بعض أسماء الأبواب
قد ينازع في كونه أحد أبواب الجنة بعض أهل العلم .
ولقائلٍ أن يقول : ما الفائدة من جمع أسماء أبواب الجنة ؟
فالجواب : أنَّ تسمية بابٍ من أبواب الجنة باسم عملٍ من الأعمال يدل على
أهمية هذا العمل ، وأنه ينبغي المحافظة عليه ، والإكثار منه إلى غير ذلك .
ولعلي أبدأ في المقصود ؛ فأقول – مستعيناً بالله – :
الباب الأول : باب الصلاة
الباب الثاني : باب الجهاد
الباب الثالث : باب الريان
الباب الرابع : باب الصدقة
والدليل على الأبواب المتقدمة : حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – قال : " من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من
أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خيرٌ ؛ فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب
الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام
دعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة " . فقال أبو
بكر : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة
؛ فهل يدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها ؟! قال : " نعم ! وأرجو أن تكون منهم "
. أخرجه البخاري ( 1897 ) واللفظ له ، ومسلم ( 1027 ) .
الباب الخامس : الباب الأيمن
والدليل عليه : ما جاء في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – الطويل ، قال في
آخره : " ... فيقال : يا محمد ! أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب
الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء للناس فيما سوى ذلك من الأبواب ... " .
أخرجه البخاري ( 4712 ) ومسلم ( 194 ) .
قال الأبي في شرحه على مسلم ( 3 / 499 ) : معلقاً على قول القاضي عياض في
شرحه لمسلم ( 3 / 557 ) : في شرح حديث : " من أنفق زوجين ... " : ذكر من
الأبواب هنا أربعة ، وقد جاء ذكر بقية الأبواب في الحديث : باب التوبة ، باب
الكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، وباب الراضين ؛ فهذه سبعة جاءت بذلك
الأحاديث ، وجاء في الصحيح في السبعين ألفاً الذين على ربهم يتوكلون دخولهم
من الباب الأيمن ؛ فلعله الثامن الزائد . قلت [ القائل الأبي ] : تقدم أن
الأيمن هناك المراد به : ما عن يمين الداخل ، وذلك يختلف بحسب الداخلين ،
وإنما يكون ثامناً إذا كان علماً راتباً على باب معيَّن . ا هـ .
ونقل الأبي في الموضع المشار إليه عن القرطبي قوله ( 1 / 607 ) : قوله : " من
لا حساب عليه من أمتي " هم السبعون ألفاً الوارد فيهم الحديث ، والباب الأيمن
هو الذي عن يمين قاصد الجنة بعد الجواز على الصراط ، وكأنه أفضل الأبواب .
ا هـ . انظر المفهم ( 1 / 438 ) .
الباب السادس : لا حول ولا قوة إلا بالله
والدليل عليه : حديث قيس بن سعد بن عبادة ، أنَّ أباه دفعه إلى النبي – صلى
الله عليه وسلم – يخدمه ، قال : فمرَّ بي النبي – صلى الله عليه وسلم – وقد
صليت ، فضربني برجله ، وقال : " ألا أدلك على باب من أبواب الجنة ؟ " . فقلت
: بلى ! . قال : " لا حول ولا قوة إلا بالله " .
أخرجه الترمذي ( 3581 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه .
والحاكم ، وأحمد ، والخطيب في
تاريخه ، وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ( ووافقه الذهبي ) اهـ .
قال المناوي في فيض القدير ( 3 / 108 ) : ... " إلى باب من أبواب الجنة " في
رواية " ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟! " . قال : بلى . قال : " لا حول
ولا قوة إلا بالله " . فإنها لمَّا تضمنت براءة النفس من حولها وقوتها إلى
حول الله وقوته ، كانت موصلةً إلى الجنة ، والباب ما يتوصل به إلى مقصوده ا هـ .
الباب السابع : باب الوالد
والدليل عليه : ما أخرجه الترمذي في سننه عن أبي الدرداء قال : أنَّ رجلاً
أتاه ، فقال : إنَّ لي امرأة ، وإنَّ أمي تأمرني بطلاقها . فقال أبو الدرداء
: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : " الوالد أوسط أبواب الجنة ،
فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه " وربما قال سفيان : إنَّ أمي ، وربما قال :
أبي . وهذا حديث حسن صحيح . اهـ . أخرجه أبو داود الطيالسي ، وأحمد ،
وابن ماجه ، والحاكم . ، ( ووافقه الذهبي ) . ا هـ .
وقد رمز له السيوطي في الجامع الصغير بالصحة ؛ كما في الفيض ( 6 / 371 ) .
قال المناوي في فيض القدير ( 6 / 371 ) : " الوالد أوسط أبواب الجنة " أي :
طاعته ، وعدم عقوقه مؤدٍ إلى دخول الجنة من أوسط أبوابها ، ذكره العراقي .
وقال البيضاوي : أي خير الأبواب وأعلاها ، والمعنى : أنَّ أحسن ما يتوصل به
إلى دخول الجنة ، ويتوصل به إلى الوصول إليها مطاوعة الوالد ، ورعاية جنابه .
وقال بعضهم : خيرها ، وأفضلها ، وأعلاها ، يقال : هو من أوسط قومه ، أي من
خيارهم ؛ وعليه فالمراد بكونه من أوسط أبوابها : من التوسط بين شيئين ،
فالباب الأيمن أولها ، وهو الذي يدخل منه من لا حساب عليه ، ثم ثلاثة أبواب :
باب الصلاة ، وباب الصيام ، وباب الجهاد ، هذا إن كان المراد أوسط أبواب
الجنة ، ويحتمل أن المراد : أنَّ برَّ الوالدين أوسط الأعمال المؤدية إلى
الجنة ، لأن من الأعمال ما هو أفضل منه ، ومنها ما هو دون البر ، والبر
متوسطٌ بين تلك الأعمال . اهـ .
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ( 6 / 25 ) : ... وقال غيره : إنَّ للجنة
أبواباً ، وأحسنها دخولاً أوسطها ، وإنَّ سبب دخول ذلك الباب الأوسط هو
محافظةً على حقوق الوالدين ؛ فالمراد بالوالد : الجنس ، أو إذا كان حكم
الوالد هذا فحكم الوالدة أقوى . اهـ .
الباب الثامن : باب التوبة
والدليل عليه : حديث عبد الله بن مسعودٍ – رضي الله عنه – قال : قال رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – : " للجنة ثمانية أبواب ، سبعةٌ مغلقة ، وبابٌ
مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه " . أخرجه أبو يعلى ( 5012 ط الداراني ) ،
والحاكم في المستدرك ( 4 / 261 ط القديمة ) وسكت عنه الذهبي ،
والطبراني في الكبير ( 10479 ) ، والدارمي في سننه ( 2860 ط الداراني ) .
وقال الهيثمي في المجمع ( 10 / 198 ) : رواه أبو يعلى والطبراني وإسناده جيد
وذكره المنذري في الترغيب والترهيب ( 4 / 6 / رقم 4590 ) وقال : رواه أبو
يعلى والطبراني بإسنادٍ جيد .
ورمز السيوطي في الجامع الصغير ( 5 / 289 مع الفيض ) له بالصحة .
وانظر تمام تخريجه في مسند أبي يعلى ( 5012 ط الداراني ) ، والمطالب العالية
( 13 / 566 ) وَ ( 18 / 363 ) وقد خلصوا إلى تحسينه لما له من الشواهد .
وقد عدَّ القاضي عياض في إكمال المعلم ( 3 / 557 ) هذا الباب من أبواب الجنة
الباب التاسع : باب الحاجين
الباب العاشر : باب المعتمرين
الباب الحادي عشر : باب الذاكرين
الباب الثاني عشر : باب الشاكرين
والدليل عليه : حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : للجنة ثمانية أبواب :
بابٌ للمصلين ، وبابٌ للائمين ، وبابٌ للحاجين ، وبابٌ للمعتمرين ، وبابٌ
للمجاهدين وبابٌ للذاكرين وبابٌ للشاكرين .أخرجه ابن أبي حاتم كما الدر المنثور ( 5 / 640 ) .
وقال ابن حجر في الفتح ( 7 / 34 ) : [ ... وبقي من الأركان الحج ، فله باب بلا شك ] .
وقال أيضاً ( 7 / 34 ) : [ ... وأما الثالث فلعله باب الذكر ، فإنَّ عند
الترمذي ما يومئ إليه ، ويحتمل أن يكون باب العلم ، والله أعلم ] .
الباب الثالث عشر : باب الفرح
والدليل عليه : حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – : " للجنة باب يقال له : الفرح ، لا يدخل منه إلا من فرَّح الصبيان " .
ذكره الديلمي في الفردوس ( 3 / 374 ت فواز الزمرلي وَ البغدادي ) وأسنده ابنه
وعزاه للديلمي القرطبي في التذكرة ( 397 ) .
وقد ذكر ابن حجر في اللسان ( 5 / 272 ط القديمة ) في ترجمة محمد بن عبدة بن
حرب ... عن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
: " في الجنة باب يقال لها دار الفرح ، لا يدخلها إلا من فرَّح الصبيان "
وجاء في الجامع الصغير – أيضاً – عن عقبة بن عامر مرفوعاً : " إنَّ في الجنة
داراً يقال لها : دار الفرح ، لا يدخلها إلا من فرَّح يتامى المؤمنين " .
الباب الرابع عشر : باب الصلة
قال القرطبي في التذكرة ( 395 ) : ذكر الترمذي الحكيم أبو عبد الله أبواب
الجنة في ( نوادر الأصول ) ، فذكر باب محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو باب
الرحمة ، وهو باب التوبة ، فهو منذ خلقه الله مفتوح لا يغلق ؛ فإذا طلعت
الشمس من مغربها أغلق فلم يفتح إلا يوم القيامة ، وسائر الأبواب مقسومة على
أعمال البر ، فباب منها للصلاة ، وباب للصوم ، وباب للزكاة والصدقة ، وباب
للحج ، وباب للجهاد ، وباب للصلة ، وباب للعمرة .. .
الباب الخامس عشر : باب الضحى
والدليل عليه : حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – : " إنَّ في الجنة باباً يقال له : الضحى ، فإذا كان يوم
القيامة ، نادى منادٍ : أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى ؟ هذا بابكم ،
فادخلوه برحمة الله – عز وجل – " .
الباب السادس عشر : باب أمة محمد – صلى الله عليه وسلم –
والدليل عليه : حديث ابن عمر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى
الله عليه وسلم – : " باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب
المجود ثلاثاً ، ثم إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول " أخرجه الترمذي .
قال القرطبي في التذكرة ( 395 ) : فقوله : " باب أمتي ) يدل على أنه لسائر
أمته ، فمن لم يغلب عليه عمل يدعى به ... ولهذا يدخلون مزدحمين . اهـ .
الباب السابع عشر : الخلق الحسن
قال القرطبي ( 396 ) : وقد ذكر الإمام أبو القاسم عبد الكريم القشيري في كتاب
( التحبير ) : وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " الخلق الحسن طوق من
رضوان الله – عز وجل – في عشق صاحبه ، والطوق مشدود إلى سلسلة من الرحمة ،
والسلسلة مشدودة إلى حلقة من باب الجنة ، حيث ذهب الخلق الحسن جرَّته السلسلة
إلى نفسها حتى تدخله من ذلك الباب إلى الجنة ... " .
ويفهم من صنيع القرطبي أنه يعد الخلق الحسن باباً من أبواب الجنة ، والله أعلم .
الباب الثامن عشر : باب الكاظمين الغيظ
ذكره القاضي عياض في شرح مسلم ( 3 / 557 ) ،
والحافظ ابن حجر في الفتح ( 7 / 34 ) .
الباب التاسع عشر : باب العافين عن الناس
ذكره القاضي عياض في شرح مسلم ( 3 / 557 ) ،
والحافظ ابن حجر في الفتح ( 7 / 34 ) .
الباب العشرون : باب العلم
قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 7 / 34 ) : وأما الثالث فلعله باب الذكر ، فإن
عند الترمذي ما يومئ إليه ، ويحتمل أن يكون باب العلم ، والله أعلم .
الباب الحادي والعشرون : باب الراضين
ذكره القاضي عياض في شرح مسلم ( 3 / 557 ) .
الباب الثاني والعشرون : باب الصابرين
ذكر القسطلاني في شرح البخاري ( 4 / 446 ط . دار الكتب العلمية )
عن ابن بطال أنه ذكره .
الباب الثالث والعشرون : باب الصلة
ذكره القرطبي في التذكرة ( 395 ) .
أسأل الله العظيم أن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة
وأن نكون ممن يدعى من جميع الأبواب .
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أدعوا لجامعه وناقله بأن يدخلوا من جميع أبواب الجنة