محمد141 منتج فضى
عدد المساهمات : 251 نقاط : 27581 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 27/02/2010 العمر : 44 الموقع : https://osramontega.yoo7.com/montada-f1/
| موضوع: المرأة والعمل الخيري 2010-03-05, 05:20 | |
| المرأة والعمل الخيري بقلم الكاتب: د·زيد بن محمد الرماني
إن للمرأة دوراً عظيماً ووظيفة جليلة في ممارسة العمل الخيري، بمختلف صوره وأشكاله، وذلك بما تمتاز به من قدرات وإمكانات وسمات شخصية ونفسية وعاطفية·، وأهم ما تتميَّز به المرأة ويمكن استثماره في العمل الخيري هو قدرتها العاطفية وسرعة استجابتها، فقد أثبتت البحوث العلمية والملاحظات الفردية أن القدرة العاطفية هي السمة الأساسية التي تتسم بها المرأة·
ويمكن توظيف واستثمار هذه السمة في مجال العمل الخيري بين بنات جنسها، لأنها أقدر على التعامل مع الأيتام والأرامل، لقدرتها على التأثير والإقناع واستثارة عواطفهن وميلهن لحب الخير والعطاء للعمل في هذا المجال الحيوي·
يقول سليمان بن علي العلي في كتابه: >تنمية الموارد البشرية والمالية في المنظمات الخيرية<: لقد استطاعت المرأة المسلمة في عصر النبوة أن تستثمر وقت فراغها في المشاركة الفاعلة في أعمال البر والخير· فكانت زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ امرأة صناع اليد، وكانت أطول أمهات المؤمنين يداً، إذ كانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله·
كما أسهمت الصحابيات في سقي الماء ومداواة الجرحى، وهذه من أعمال الخير· وفي وقتنا الحاضر، حيث تتوالى الأحداث والنكبات والحروب على مجتمعاتنا الإسلامية، وما خلفته من أيتام وأرامل وعجزة ومعاقين، كان لابد من بذل الجهود والأموال لإعالة ورعاية أولئك الأيتام والأرامل والعجزة والمعاقين·
فكان أن بادرت بعض المنظمات الخيرية إلى إنشاء لجان نسائية تقوم بالعمل الخيري بين أوساط النساء·
وقد تميزت مجالات عمل المرأة في العمل الخيري من حيث: رعاية الأسر المحتاجة والفقيرة ورعاية الأرامل، والأيتام، وجمع التبرعات وإقامة الأسواق الخيرية، والمشاركة في الأطباق الخيرية، والأسابيع الإغاثية، والمهرجانات الأسرية، ومهرجانات الطفولة والأمومة· ومع ذلك، فما زال دور المرأة المسلمة المعاصرة محدوداً، في حين أن المرأة في الدول الغربية تقوم بالعمل الإغاثي وبخاصة في الدول المنكوبة من خلال منظماتها الخيرية وبشكل حماسي، إن أكثر من ثلثي القوى العاملة في المنظمات الخيرية الأميركية من النساء، بل إن 50% من المتطوعين من النساء، ولذا فقد أشارت بعض الإحصاءات في أميركا إلى أن 70% من العاملين في العمل الخيري من النساء·
وتشير إحصاءات المنظمات والجمعيات الخيرية إلى أن قيمة التبرعات النسائية وصلت إلى حدود 28 بليون دولار سنوياً، وأن نسبة العاملات في جمع التبرعات في المنظمات الخيرية 52%·
ومن اللافت للمتأمل والمتابع لهذه الإحصاءات، أهمية دور المرأة في العمل الخيري، وخصوصاً إذا علمنا أن معظم العاملات في المنظمات الخيرية من ذوات الشهادات العليا والمناصب القيادية·
إن المنظمات الخيرية الغربية تستثمر الطاقات والقدرات النسائية بشكل فاعل في العمل الخيري والتطوعي، وتقدم للعاملات المرتبات العالية والإمكانات البشرية والمعنوية، ما يعينهن على الانطلاق قُدُماً في العمل الخيري·
ونحن في منظماتنا الخيرية الإسلامية أولى بتشجيع المرأة المسلمة على العمل الخيري وعلينا أن نوفر لها ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي، وإطلاق قدراتها وطاقاتها الفكرية والاجتماعية والإبداعية لتشارك في بناء الصرح الخيري ودفع مسيرة العمل الخيري للأمام بخطوات جادة مع توافر المناخ العفيف للمرأة المسلمة الملتزمة بدينها وتعاليمه·
إن العمل الخيري في بلادنا يحتاج إلى جهود وقدرات وطاقات كل فرد مسلم في كل أنحاء مجتمعنا الإسلامي· | |
|