ألا تجلسين قليلاً؟
ألا تجلسين؟
فإن القضية أكبر منك
وأكبر مني
كما تعلمين
وما كان بيني وبينك
لم يك نقشاً على وجه ماء
ولكنه كان شيئاً كبيراً كبيراً
كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعف
نريد اغتيال السماء؟
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟
ففي القلب شيء كثير
وحزن كثير
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في عالم المهملات
فإن تراثنا من الحب .. والشعر .. والحزن
والخبز .. والملح .. والتبغ .. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفكرين قليلا بما تفعلين
فإن القضية
أكبر منك ... وأكبر مني
كما تعلمين
أنا لا أحاول رد القضاء
لكنني أشعر أن التشنج ليس علاجاً
لما نحن فيه
وأن الحماقة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك
ليست تموت بتلك السهولة
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميلة
أنا لا أحاول تغيير رأيك
إن القرار قرارك طبعاً
ولكنني أشعر الآن
أن جذورك تمتد في القلب
ذات الشمال ، وذات اليمين
فكيف نفك حصار العصافير، والبحر
والصيف ، والياسمين
وكيف نقص بثانيتين
شريطاً غزلناه في عشرات السنين؟
سأسكب كأساً لنفسي
وأنت ؟ تذكرت أنك لا تشربين
... أنا لست ضد رحيلك .... لكن
أفكر أن السماء ملبدة بالغيوم
وأخشى عليك سقوط المطر
فماذا يضيرك لو تجلسين؟
..لحين إنقطاع المطر
وماذا يضيرك؟
لو تضعين قليلاً من الكحل فوق جفونك
..أنتِ بكيتِ كثيرا
ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل
..مثل القمر
أنا لست ضد رحيلك
... لكن
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئاً من الشعر
عل قليلاً من الشعر يعكسر هذا الضجر
تقولين إنك لا تعجبين بشعري
ساقبل هذا التحدي الجديد
بكل برود .. وكل صفاء